ملايين المدنيين يبحثون عن الأمان.. السودان بين نار الحرب ووباء الكوليرا
ملايين المدنيين يبحثون عن الأمان.. السودان بين نار الحرب ووباء الكوليرا
أدى النزاع المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى موجات نزوح متلاحقة وأزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث اضطر ملايين المدنيين إلى مغادرة منازلهم داخل السودان وخارجه، بينما حصدت الاشتباكات المسلحة أرواح الآلاف في العاصمة والمناطق الطرفية.
وفي هذا السياق، أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، في بيان، أمس الاثنين، عن قلقه البالغ إزاء التقارير الواردة عن هجوم جديد على مخيم أبو شوك القريب من مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور المحاصرة.
ويؤوي المخيم عشرات الآلاف من النازحين الذين فروا من الهجمات الدامية في مناطق مختلفة.
هجوم متكرر على المخيمات
أفادت تقارير أممية بأن الهجوم الأخير، الذي نُسب إلى قوات الدعم السريع، أسفر عن مقتل أكثر من 30 مدنياً وإصابة ما يزيد على 100 شخص.
ويعد هذا الاعتداء هو الثاني خلال أسبوع واحد فقط، بعد هجوم مماثل أودى بحياة 40 مدنياً.
وتشير منظمات إنسانية إلى أن الاحتياجات في شمال دارفور تتفاقم يوماً بعد يوم، خصوصاً في منطقة طويلة التي استقبلت منذ أبريل الماضي أكثر من 300 ألف نازح.
وبحسب تقييم للمجلس النرويجي للاجئين، فإن 98% من الأسر النازحة غير قادرة على تلبية احتياجاتها الأساسية من غذاء ودواء ومياه.
وأكد مكتب أوتشا أن الأمم المتحدة وشركاءها يواصلون تقديم المساعدات الحيوية "كلما وحيثما أمكن"، رغم انعدام الأمن وصعوبة الوصول.
وشدد على أن الهجمات ضد المخيمات الإنسانية تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، داعياً أطراف النزاع إلى احترام التزاماتها والسماح بوصول المساعدات بشكل آمن ودون عوائق.
أسوأ انتشار للكوليرا
وفي موازاة العنف، يواجه السودان أزمة صحية متفاقمة تتمثل في تفشي وباء الكوليرا، حيث قالت منظمة "أطباء بلا حدود" إن البلاد تشهد أسوأ انتشار للمرض منذ سنوات، بعد تسجيل 40 وفاة خلال أسبوع واحد فقط.
وأكدت “أطباء بلا حدود” أن فرقها قدمت العلاج لأكثر من 2300 مريض في إقليم دارفور وحده.
من جانبها، أعلنت تنسيقية النازحين في دارفور أن العدد التراكمي للإصابات بلغ حتى الآن 4175 حالة، بينها 73 وفاة، بينما سُجلت 77 إصابة جديدة في غضون أيام قليلة، ما يعكس سرعة انتشار الوباء داخل المخيمات المكتظة، خاصة في طويلة وجبل مرة ونيالا وزالنجي وشعيرية.
معاناة متشابكة
يرى مراقبون أن المدنيين في دارفور يعيشون بين فكي كماشة الحرب والوباء، إذ يواجهون في آن واحد خطر القصف والهجمات المسلحة ونقص الغذاء والمياه، إلى جانب التهديد القاتل للكوليرا.
وتؤكد منظمات الإغاثة أن الجهود القائمة لا تكفي لمواجهة هذا الوضع الكارثي، في ظل نقص الإمدادات الطبية والتمويل، وصعوبة إيصال المساعدات إلى المناطق المنكوبة.